المعنى الحقيقي للتكامل

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

تفرض علينا الاحداث التى يمر بها عالمنا العربي ان نتعرف على المعنى الحقيقي للتكامل و نستطيع التفريق بين المعنى الحقيقي للجهاد في سبيل اعلاء كلمة الحق وبين الحرب التي تشن هنا وهناك لأجل المصالح والهيمنة والاستعلاء في الأرض والفساد فيها أيضاً.

أصل الخلق عند المسلم هو التكامل وليس الصراع،، بخلاف التوجه الذي يدعو إلى أن الأصل هو الصراع، وأنه يجب على المرأة أن تصارع الرجل لتحصل على حقوقها، وأن المحكوم يجب أن يصارع الحاكم للحصول علي حقوقه، وأن الإنسان يجب أن يصارع الكون حتى يحصل منه على منفعته

التكامل لا ينفي حدوث الصراع أو إمكانية حدوثه ووقوعه، ولكن هناك فرقاً بين أن نجعله منهجا للحياة لا مفر منه , و بين ان نجعله حالة عارضه نسعى اليها في الضروره و ننهيها اذا استقرت الامور و عادت الامور الى نصابها

انه التكامل الذي يجعل العلاقة بين الرجل والمرأة اساسها السكن والسكينة، و المودة والرحمة، و التعاون وعمارة الأرض بالنسل الصالح القوي.

التكامل هو الذي يجعل الغني يساعد الفقير، ويجعل الفقير منتجاً لكي يتخلص من فقره، ويجعل الشعور السائد بين الأغنياء والفقراء الحب والتعاون، فلا يرى الغني في نفسه فضلاً على الفقير، ولا يرى الفقير في نفسه دناءة.

إنه التكامل الذي يجعل صاحب العمل يتعاون مع العمال وصاحب رأس المال يتكامل مع القوة البشرية التي تدير المشروع، فلا يكون هناك نهم من صاحب المال بحيث يطمع ويستغل ظروف سوق العمل، ولا يكون هناك ضغط من العمال لأخذ ما لا يستحقون، بل يتعاون الجميع على تنمية اقتصاد البلاد وصالح أحوالهم المعيشية بما يرضي الله.

التكامل هو ما وصفه لنا المصطفى صلى الله عليه و سلم عندما قال : «ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد. إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى»
[أخرجه البخاري ومسلم].

وفقنا اللهم الى ما فيه خير البلاد و العباد .. آمين [center]

فانا فى نظرى قريت تكامل بشكل اخر مثل
التكامل متوفرة في الانسان على الصعيدين الجسدي والروحي. فعلى الصعيد المادي خلق الانسان من تراب وماء ، واجتاز مراحل تكامله الواحدة تلو الاخرى ، من التراب الى النطفة ، ومن النطفة الى العلقة ، ومن العلقة الى المضغة ، ثم نشوء العظام في المضغة ، ثم اكتسائها باللحم ... الخ ، حتى يصير انسان كاملا.
وعلى الصعيد الروحي يمكنه استثمار ما يتهيأ له من التربية من قبيل الاذن والعين ، والفهم والادراك ، والحواس الظاهرة والخفية ، والاستفادة والتعبير ، حتى يمكنه ان يبلغ بذلك درجة اسمى من الملائكة ، فيدرك مقام القرب ويفوز بلقاء الرب.
وعلى صعيد تكامله الجسدي فتتوفر مستلزماته الخاصة به ايضا ، فهو يتحول من التراب الى النطفة حيث يدخل عالمه المحدود في رحم الام ، ثم ينتقل من هناك الى رحم الدنيا ، ثم يولد بعد الموت من جديد ويدخل عالم الاخرة ويرجع الى الله.